Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Hiya Wa Houa Siyane هي وهو سـيّان
15 février 2009

جمعية هي وهو سيان بتيزنيت..فضاء للنساء والرجال والأطفال وكل فئات المجتمع في وضعية صعبة

  - بقلم: نعيمة لمسفر - جريدة الصحراء المغربية

إيمانا بالمساواة وبتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، وبكونهما سيان عليهما الواجبات نفسها، ولديهما الحقوق ذاتها تسعى جمعية "هي وهو سيان" إلى تحقيق جملة من الأهداف جعلتها محور اهتماماتها وأنشطتها وتهم، أساسا، المواطنة الإيجابية، حب المغرب، والعمل على خدمته مع احترام والالتزام بجميع قوانينه، المتضمنة لمقتضيات المساواة بين الرجل والمرأة، والإيمان بكونهما سيان.

لكن هذا الهم لا يجعل منها جمعية نسائية، بل هي "جمعية اجتماعية ثقافية وتربوية تأسست لخدمة الناس وتقديم المساعدة لمن يطلب ذلك".

بالفعل تأسست "هي وهو سيان" (في 18 أكتوبر 2003)، في ظرف سياسي، لكنها لا تصنف نفسها جمعية سياسية ولا نقابية، فقط "لاحظنا في هذا الظرف بالذات، نحن مجموعة من النساء، إقصاء للمرأة في الانتخابات الجماعية لسنة 2003، وشبه غياب في الترشيحات، بينما الحضور القليل جدا للنساء. والنتائج أكدت ما كنا متخوفات منه، إذ أن المجلس البلدي لمدينة تيزنيت، اليوم، لا يضم سوى سيدة واحدة، أمام 26 رجلا، وبالتالي، رأينا أنه مازال أمامنا عمل جبار يجب القيام به حتى تتحقق الديمقراطية والمساواة" تقول نزهة أباكريم، رئيسة الجمعية، التي رأت في الخطاب الملكي ليوم 10 أكتوبر الأخير، نداء لتصحيح الوضع وتحقيق تمثيلية وازنة للمرأة في انتخابات الجماعات المحلية المقبلة.

جمعية "هي وهو سيان" تمثل المجتمع المدني برمته، وتفتح الباب أمام كل المواطنين نساء وأطفالا ورجالا، على اعتبار أنها تؤمن بأنه "لا يمكن معالجة أي مشكل أو أي قضية من قضايا المجتمع اليوم، دون الأخذ بعين الاعتبار وضعية جميع شرائح ومكونات المجتمع".

تعمل الجمعية على عدة واجهات، وتتوزع تدخلاتها على ميادين متعددة، اجتماعيا وثقافيا وفنيا وتربويا.

وهكذا، كان للجمعية، في المجال الاجتماعي، مشروع مهم، يتمثل في مأوى خصصته للأشخاص في وضعية صعبة، لكن تأسف، اليوم، لعدم استمرارية نشاط هذا المأوى.

وتشرح أباكريم: "كنا أول جمعية جريئة تفتح أبوابها باقليم تيزنيت في وجه أناس في وضعية صعبة. ففتحنا الباب في وجه نساء رفض أباء أطفالهن الاعتراف بأبوتهم، وأمام حالات اجتماعية كثيرة، منها الحاجة إلى دعم مادي أو مساعدة قانونية أو إرشاد أو غيرها... واستقبلت الجمعية أزيد من 30 حالة توزعت بين النساء والأطفال، أما الرجال فكنا نكتفي بالإنصات لهم بمركز الاستماع الذي كان داخل الجمعية"، وتضيف " كانت تجربة مهمة جدا نأسف لعدم استمراريتها بسبب تجاوز مقر الإيواء قدرته الاستيعابية، ونظرا لضعف إمكانيات الجمعية في الحصول على مركز إيواء أكبر". لكن نزهة ورفيقاتها يعترفن بصعوبة إقامة مثل هذا المشروع منذ البداية، فقط "قلنا إنه يمكن أن نكون حافزا للسلطات المعنية، كي تفكر في مشروع رسمي للإيواء، تموله المبادرة الوطنية لتنمية البشرية، لأن توفير المأوى هو مسؤولية الدولة".

الجمعية تباشر دروسا في محو الأمية، وتستهدف حاليا 150 امرأة، في حين تعتبر تجربتها رائدة في المجال، حيث كان لها أكبر عدد من المستفيدات، حتى الآن، مقارنة مع الجمعيات الأخرى.

تفتخر جمعية "هي وهو سيان" بمجموعتيها الصوتيتين، وهما كورال موسيقي يضم 24 طفلا وطفلة، وآخر للشباب بالعدد نفسه، وأثبتت هاتان المجموعتان مهارتهما في الإنشاد، إذ شاركتا في الكثير من المناسبات على الصعيد المحلي، والجهوي. وتوج هذا المجهود بإحراز كورال الشباب على الجائزة الأولى، في مهرجان موسيقى الشباب، المنظم بسلا بين 18 و22 يونيو الماضي، وهي الجائزة التي قالت عنها لجنة التحكيم أنها عن جدارة واستحقاق، ومثلت الجمعية في هذا المهرجان إقليم تيزنيت.

ويتميز إبداع المجموعتين الصوتيتين، بأنه عمل محض للجمعية، إذ تقوم رئيسة الجمعية شخصيا بكتابة وتلحين أناشيدهما التي يتغنون بها. ولعل النشيد الذي أبدعته حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خير دليل، إذ لقي استحسانا كبيرا من قبل المسؤولين في تيزنيت، ما جعل الجمعية تفكر في تسجيله في قرص مدمج، وتعميمه على الصعيد الوطني. وهي، اليوم، تعمل على إعداد "كليب" يبرز خصوصيات الأغنية وهدفها بالصورة، مساهمة منها في الإشادة والتعريف بروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبأهدافها. "المشروع يحتاج إلى إمكانيات وحتى الآن نحن نعمل بإمكانياتنا الخاصة وبمساعدة المجلس البلدي الذي يمكننا من وسيلة النقل للتصوير، وبعض الحاجيات، لكن في الواقع نحتاج إلى مساعدة بعض المحتضنين، لأننا لسنا مهنيين، وإنما متطوعون، وإذا كنا لا نتوخى ربحا ماديا، فإننا نحتاج إمكانيات للنهوض بهذا العمل الذي نريده هادفا تربويا وتثقيفيا" توضح نزهة أباكريم.

نزهة تكتب أغاني الأطفال باللغة الأمازيغية والعربية، وقد تضمن شريط صوتي أصدرته الجمعية، ستة أناشيد، بالأمازيغية للطفل، تتغنى بالوطن والمدينة. هدفها الأسمى ترسيخ روح المواطنة لدى الطفل والشاب، لكن، تؤكد رئيسة الجمعية حاجة هذه الأخيرة للدعم، ولم لا الاحتضان، من قبل جهات لها القدرة على ذلك.

بالنسبة إلى "هي وهو سيان"، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي تعامل ملموس مع من هم بحاجة إلى المساعدة، وليس مشاريع على الورق، قد تنجز وقد لا تتحقق "فمثلا، لا يمكن لجمعيتنا أن تصد أحدا، بحجة أن الأمر لا يدخل في اختصاصها وهذه هي المبادرة الوطنية في نظرنا، ونحن لحد الآن، قمنا بعملنا بصدق وإيمان بوجوب المساهمة في التنمية، وطموحنا لتحقيقها".

تهتم الجمعية بأنشطة رياضية وترفيهية وتربوية للطفل. وسبق أن كان لها فريق لكرة القدم.

ومساهمة منها في التربية غير النظامية، قامت الجمعية ببحث ميداني في المجال التربوي، لإحصاء المنقطين عن الدراسة بمدينة تيزنيت، وسلمته لنيابة التعليم.

كما تقوم الجمعية بعدة مبادرات أخرى يستحق التنويه بها.

وتسعى الجمعية حاليا، إلى العمل والمساهمة في التأطير داخل مراكز سوسيو ثقافية أنشأها المجلس البلدي، بتعاون مع مؤسسة محمد الخامس بمجموعة من الأحياء، وهي 6 مراكز، 5 منها جاهزة وفتحت أبوابها للجمعيات. وقد أعدت جمعية "هي وهو سيان" برنامجا، سلمته للمجلس البلدي، من أجل تنشيط مركز سوسيو ثقافين ومباشرة دروس محو الأمية.

لا تكتفي الجمعية بدروس التلقين، بل يواكب برنامج محو الأمية موائد مستديرة تكون تحسيسية، في غالب الأحيان. وعن هذا الموضوع تقول نزهة أبا كريم: " تعلمون أن نساء تيزنيت لا يتكلمن إلا التاشلحيت. وبالتالي، فقد قمت بتنشيط ندوة شرحت فيها مضامين الخطاب الملكي السامي حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باللغة الأمازيغية أمام أزيد من 1700 مواطن، فهموا أخيرا ما قاله جلالة الملك، فالجمعية استطاعت تبليغ الرسالة إلى هؤلاء الناس الذين لا يفهمون العربية، حتى إن عددا من النساء انخرطن مباشرة، بعد ذلك، في تعاونيات وجمعيات، تطبيقا لروح المبادرة ميدانيا. فضلا عن ذلك، غالبا ما تفتح النقاشات بين هؤلاء النساء، اللواتي يعبرن خلال اللقاءات، بكل حرية، وبلغتهم الأم عن مشاكلهن، والقضايا التي تشغل بالهن، ونعتبر أن لقاءاتنا مع هؤلاء، كانت دائما ناجحة" لكن تعتبر نزهة أنه "ما زلنا بحاجة إلى عمل جبار حتى نكون في مستوى التحديات المطروحة على المرأة وعلى المواطن بشكل عام".

موارد الجمعية جد محدودة ، وتعتبر رأسمالها "هو رغبتنا الأكيدة في المساهمة في التنمية، نعترف أننا في حاجة إلى الدعم وإلى الإمكانيات، ولكن لا نريد أن نبقى مكتوفي الأيدي".

لذا يعمل أعضاء المكتب السبع، بكل إرادة وتفان من أجل إنجاح المشروع التنموي، وتأكيد مساهمة المجتمع المدني في التنمية البشرية، بكل الإمكانيات المتاحة.

النزهة أباكريم:

مناضلة من نوع آخر، جعلت خبرتها وتجربتها التعليمية التربوية رهن إشارة سكان مدينتها تيزنيت، أطفالا ونساء ورجالا، إيمانا منها بأن التنمية البشرية تبدأ بالإنسان.

عملها الاجتماعي المحض لم يثنها عن عزمها على مساندة المرأة والدفاع عن حقها في المساواة وتكافؤ الفرص، حتى تكون هي وهو سيان في الحقوق كما في الواجبات.

وطنية حتى النخاع، ولا غرابة في ذلك، فهي ابنة مقاوم ومناضل باعمراني (مولاي الحنفي أبا كريم).

طموح جمعيتها أن تجعل من مدينة تيزنيت "المدينة الفاضلة" التي تنعم دائما بالحب والتضامن بين سكانها.

لا يؤثر حبها وشغفها بالعمل الجمعوي التي يشغل كل وقتها، على عملها كأستاذة للغة الانجليزية، رغم اهتمامها بالشعر واللحن، وهي موهبة حباها بها الله لتتغنى بوطنها ومواطنتها وتنقل لأبناء مدينتها هذا الحب عن طريق الفن، كما لا يؤثر على اهتمامها بأسرتها الصغيرة والاعتناء بأطفالها الثلاث، مع كل ما يمكن أن تربيهم عليه من مواطنة وحب الآخر.

 

Publicité
Commentaires
Publicité